الخميس، 12 أبريل 2012

إبداع من وراء الصمم

0


نبيل قاسم: الحياة أمل وعمل، لا تستسلم، وانتصر على مشكلتك أقوال يستعين بها الشاب هشام سلمان مخترع دليل هشام للصم والبكم في مسيرة حياته المهنية التي بدأها بهذا المشروع الإنساني لمساعدة الصم والبكم في لبنان، والعالم العربي، على التواصل والتفاعل مع مجتمعاتهم من خلال دليل لغة الإشارات.علي نون من بيروت.علي نون: قيل الكثير في لبنان عن هذا الشاب الاستثنائي وكان الكلام في محله هشام عصام سلمان ابن الثانية والعشرين من العمر أطلق من بيروت أول محاولة من نوعها في العالم العربي لتوحيد لغة الصم والبكم ودفع الذين مثله من أصحاب الحاجات الخاصة خطوة أخرى نحو التغلب على الإعاقة. ثمانية شهور أمضاها بالعمل على مشروعه الرائد وهو قرص مدمج أو CD مرفق بكتاب يقدم فيه بأسلوب علمي تعليمي كلمات وإشارات وحوارات ومصطلحات يفترض أنها الأكثر استخداماً في التعاطي اليومي في مختلف نواحي الحياة، عوامل كثيرة دفعت هشام نحو إنجاز مشروعه منها الفجوة التي تفصل من هم في حالته عن واقع الناس وقبل ذلك غياب اللغة الموحدة إذا صح التعبير لأصحاب الحاجات الخاصة في العالم العربي من أوله إلى آخره، وهو اكتشف ذلك عندما كان يعمل كمترجم إشارة في إحدى محطات التلفزيون المحلية في لبنان.علي نون: بس أنت هيدا عامله للأهل اللي بيحاولوا يساعدوا ولادهم، ولاّ لمين؟هشام سلمان: ليساعدوا ولادهم.علي نون: للأهل ولمين كمان؟هشام سلمان: وكل مؤسسةعلي نون: كل مؤسسة، بس أنه الصم والبكم بالعالم العربي هذه إشارات الأحرف هيّة ذاتها؟ هشام سلمان: هي ذاتها.علي نون: بس اللغة مش هية ذاتها؟*لأ مش ذاتها.ليش؟هشام سلمان: كلمات لأنه ما فيه مع بعض علي نون: أوكيه طيب نسألك سؤال، هلأ إذا أنت بدك تترجم نشرة أخبار بالسعودية بفهم عليك؟هشام سلمان: مش كلهم.علي نون: مش كلهم، أنت إذاً هذه محاولة لحتى توحّد لغة الصم والبكم بكل العالم العربي.هشام سلمان: بكل العالم العربي بس أول في لبنان بعدين الدول العربية.علي نون: لغة الإشارة التي تعتمد في هذه البرنامج تترجم عن العربية والإنجليزية والفرنسية وتشتمل إضافة إلى ذلك على تشخيص مُتلفز ومكتوب لعشرة حوارات و150 جملة وألف كلمة، الجهد الذي قام به هشام يوازي في حجمه جهد مؤسسة قائمة بذاتها. لكنه استعاض عن ذلك بدعم غير محدود وطبيعي في حقيقة الأمر من والديه، لكن قبل ذلك وفوق ذلك استعان بإرادة فولاذية وذكاء وقّاد، ساعدته آلة للسمع على تحسين الإنصات وتعلم النطق لكن لحظة الوحي الأولى لحالته جاءت عندما كان في السابعة من عمره.هشام سلمان: لما كنت عمري شي 7 سنين، حسّيت أنه أنا عندي مشكلة كنت ما بعرف شو بالضبط، لأني أنا عم بروح على المدرسة كله عم بيعمل إشارات، بروح على البيت ما حدا بيعمل إشارات، فيه شيء في وضعي غير وضع عن كل أقربائي. بعدين أنه حسيت أنه بابا وماما أو حدا عم بيعيط، أنا عم اتطلع على المراية إنه فيه حدى عم بحكي وأنا كيف ما بسمعهم. وبعدين أنا حسيت حالي أنه في عندي مشكلة وبعد فترة تعبت كثير بعدين حسيت أنه كتير تعب تعب.علي نون: تعب نفسي؟هشام سلمان: تعب نفسي لأنه ما فيه مدرسة خاصة مخصوص لإلنا أو بكالوريا أو جامعة لإلنا مخصوص بس كتير شكراً لأهلي لأنهم دفشوني كتير حتى أوصل، أنا عم حس أنا إنسان عادي.علي نون: يشعر بأنه إنسان طبيعي ويتصرف على هذا النحو، قد يكون هشام محظوظاً بين أمثاله، بيته مساحة آماله وأهله معه دائماً كما يفترض أن يكون عليه الوضع. لكن أبعد من هذا الأمر فهو شاب وفي مقتبل العمر تعرف إلى هذه الفتاة وخطبها من أهلها ويستعدان للزواج بعد إكمال العدة التجربة تبدو غريبة بعض الشيء للآخرين لكنها هنا ليست كذلك أبداً.منى الحاج علي (خطيبة هشام): قبل عم بقلّك ما كنت بعرف شي عن الصم والبكم. بس وقت اللي تعرّفت على هشام صرنا اضطريت أنه هو يعلمني صرت أسأله شو يعني هاي؟ رفقاته لما نروح مع 19 شخص قاعد صم بكم طيب أنا بدي أقعد هيك؟ كيف بدي أحكي معهم؟ مجبورة أنه هذول كل حياتي بدهم يضلّوا رفقاته مجبورة إني أتعامل معهم. فهشام بلش يعلمني شوي شوي كل مرة شوي خلال 10 أشهر.علي نون: هذه الحالة ليست شائعة في عالم أصحاب الحاجات الخاصة إذ أن المجتمعات العربية رغم ما فيها من روابط أسرية وعواطف جياشة وعادات وتقاليد موروثة وأصيلة وتُحاكي طبائع البشر في هذه المنطقة، لم ترقَ بعد إلى حد التعاطي مع أمثال هشام بشكل طبيعي وبما يرقى إلى ما هو الوضع عليه في دول الغرب مثلاً. والد هشام لمس الأمر وعايشه والكلام معه يُفصح عن ألم يوازي الألم المتأتي من معاناة ابنه.عصام سلمان (والد هشام) : للأسف مندّعي أنه احنا ناس متحضرين بس تعاطينا وهون ما بدّي أعمم ما فينا نعمم فيه ناس عم بتعاطوا بشكل كتير ممتاز. بدي أقول أنه مجتمعنا بنسبة كتير عالية عم ندّعي أنه احنا ناس متحضرين ومتقدمين وما بعرف شو، وعلى الأرض ما عم بشوف هيك. يعني أنا عم بشوف أعمى عم بقطع مش مستعد أساعده يقطع الطريق أو وظّفه، بشوف إنسان عنده حالة صم بقعد بعتبره مادة للفرجة أو للتندر يعني، وهاي صارت من تجربة ابني ورفقاته، أو بشوف إنسان عنده شلل نصفي ما عندوش ممر إلو اللي دول العالم المتخلفة سبقتنا إلها.علي نون: بعض الدول وتحديداً في الخليج العربي تمكنت من تأمين بنى تحتية وخدماتية معقولة ومقبولة لرعاية هؤلاء فيما تبقى دول أخرى قاصرة عن ذلك لأسباب كثيرة مشروع هشام سليمان محاولة متواضعة لسد جانب من ذلك العجز وهي محاولة تبدو ناجحة. تقول الثقافة الشعبية في بلادنا أن معظم الذين يوصفون عادةً بأنهم من أصحاب الحاجات الخاصة يتميزون بشكل أو بآخر بمواهب كبيرة تعوّض جانباً من النقص الطبيعي في شخصياتهم. هشام سلمان ترجم فعلياً ذلك الكلام وهو دعوة مفتوحة للناس للتعاطي مع أمثاله كبشر أسوياء

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الخميس، 12 أبريل 2012

إبداع من وراء الصمم

مرسلة بواسطة نورا في 7:54 ص

نبيل قاسم: الحياة أمل وعمل، لا تستسلم، وانتصر على مشكلتك أقوال يستعين بها الشاب هشام سلمان مخترع دليل هشام للصم والبكم في مسيرة حياته المهنية التي بدأها بهذا المشروع الإنساني لمساعدة الصم والبكم في لبنان، والعالم العربي، على التواصل والتفاعل مع مجتمعاتهم من خلال دليل لغة الإشارات.علي نون من بيروت.علي نون: قيل الكثير في لبنان عن هذا الشاب الاستثنائي وكان الكلام في محله هشام عصام سلمان ابن الثانية والعشرين من العمر أطلق من بيروت أول محاولة من نوعها في العالم العربي لتوحيد لغة الصم والبكم ودفع الذين مثله من أصحاب الحاجات الخاصة خطوة أخرى نحو التغلب على الإعاقة. ثمانية شهور أمضاها بالعمل على مشروعه الرائد وهو قرص مدمج أو CD مرفق بكتاب يقدم فيه بأسلوب علمي تعليمي كلمات وإشارات وحوارات ومصطلحات يفترض أنها الأكثر استخداماً في التعاطي اليومي في مختلف نواحي الحياة، عوامل كثيرة دفعت هشام نحو إنجاز مشروعه منها الفجوة التي تفصل من هم في حالته عن واقع الناس وقبل ذلك غياب اللغة الموحدة إذا صح التعبير لأصحاب الحاجات الخاصة في العالم العربي من أوله إلى آخره، وهو اكتشف ذلك عندما كان يعمل كمترجم إشارة في إحدى محطات التلفزيون المحلية في لبنان.علي نون: بس أنت هيدا عامله للأهل اللي بيحاولوا يساعدوا ولادهم، ولاّ لمين؟هشام سلمان: ليساعدوا ولادهم.علي نون: للأهل ولمين كمان؟هشام سلمان: وكل مؤسسةعلي نون: كل مؤسسة، بس أنه الصم والبكم بالعالم العربي هذه إشارات الأحرف هيّة ذاتها؟ هشام سلمان: هي ذاتها.علي نون: بس اللغة مش هية ذاتها؟*لأ مش ذاتها.ليش؟هشام سلمان: كلمات لأنه ما فيه مع بعض علي نون: أوكيه طيب نسألك سؤال، هلأ إذا أنت بدك تترجم نشرة أخبار بالسعودية بفهم عليك؟هشام سلمان: مش كلهم.علي نون: مش كلهم، أنت إذاً هذه محاولة لحتى توحّد لغة الصم والبكم بكل العالم العربي.هشام سلمان: بكل العالم العربي بس أول في لبنان بعدين الدول العربية.علي نون: لغة الإشارة التي تعتمد في هذه البرنامج تترجم عن العربية والإنجليزية والفرنسية وتشتمل إضافة إلى ذلك على تشخيص مُتلفز ومكتوب لعشرة حوارات و150 جملة وألف كلمة، الجهد الذي قام به هشام يوازي في حجمه جهد مؤسسة قائمة بذاتها. لكنه استعاض عن ذلك بدعم غير محدود وطبيعي في حقيقة الأمر من والديه، لكن قبل ذلك وفوق ذلك استعان بإرادة فولاذية وذكاء وقّاد، ساعدته آلة للسمع على تحسين الإنصات وتعلم النطق لكن لحظة الوحي الأولى لحالته جاءت عندما كان في السابعة من عمره.هشام سلمان: لما كنت عمري شي 7 سنين، حسّيت أنه أنا عندي مشكلة كنت ما بعرف شو بالضبط، لأني أنا عم بروح على المدرسة كله عم بيعمل إشارات، بروح على البيت ما حدا بيعمل إشارات، فيه شيء في وضعي غير وضع عن كل أقربائي. بعدين أنه حسيت أنه بابا وماما أو حدا عم بيعيط، أنا عم اتطلع على المراية إنه فيه حدى عم بحكي وأنا كيف ما بسمعهم. وبعدين أنا حسيت حالي أنه في عندي مشكلة وبعد فترة تعبت كثير بعدين حسيت أنه كتير تعب تعب.علي نون: تعب نفسي؟هشام سلمان: تعب نفسي لأنه ما فيه مدرسة خاصة مخصوص لإلنا أو بكالوريا أو جامعة لإلنا مخصوص بس كتير شكراً لأهلي لأنهم دفشوني كتير حتى أوصل، أنا عم حس أنا إنسان عادي.علي نون: يشعر بأنه إنسان طبيعي ويتصرف على هذا النحو، قد يكون هشام محظوظاً بين أمثاله، بيته مساحة آماله وأهله معه دائماً كما يفترض أن يكون عليه الوضع. لكن أبعد من هذا الأمر فهو شاب وفي مقتبل العمر تعرف إلى هذه الفتاة وخطبها من أهلها ويستعدان للزواج بعد إكمال العدة التجربة تبدو غريبة بعض الشيء للآخرين لكنها هنا ليست كذلك أبداً.منى الحاج علي (خطيبة هشام): قبل عم بقلّك ما كنت بعرف شي عن الصم والبكم. بس وقت اللي تعرّفت على هشام صرنا اضطريت أنه هو يعلمني صرت أسأله شو يعني هاي؟ رفقاته لما نروح مع 19 شخص قاعد صم بكم طيب أنا بدي أقعد هيك؟ كيف بدي أحكي معهم؟ مجبورة أنه هذول كل حياتي بدهم يضلّوا رفقاته مجبورة إني أتعامل معهم. فهشام بلش يعلمني شوي شوي كل مرة شوي خلال 10 أشهر.علي نون: هذه الحالة ليست شائعة في عالم أصحاب الحاجات الخاصة إذ أن المجتمعات العربية رغم ما فيها من روابط أسرية وعواطف جياشة وعادات وتقاليد موروثة وأصيلة وتُحاكي طبائع البشر في هذه المنطقة، لم ترقَ بعد إلى حد التعاطي مع أمثال هشام بشكل طبيعي وبما يرقى إلى ما هو الوضع عليه في دول الغرب مثلاً. والد هشام لمس الأمر وعايشه والكلام معه يُفصح عن ألم يوازي الألم المتأتي من معاناة ابنه.عصام سلمان (والد هشام) : للأسف مندّعي أنه احنا ناس متحضرين بس تعاطينا وهون ما بدّي أعمم ما فينا نعمم فيه ناس عم بتعاطوا بشكل كتير ممتاز. بدي أقول أنه مجتمعنا بنسبة كتير عالية عم ندّعي أنه احنا ناس متحضرين ومتقدمين وما بعرف شو، وعلى الأرض ما عم بشوف هيك. يعني أنا عم بشوف أعمى عم بقطع مش مستعد أساعده يقطع الطريق أو وظّفه، بشوف إنسان عنده حالة صم بقعد بعتبره مادة للفرجة أو للتندر يعني، وهاي صارت من تجربة ابني ورفقاته، أو بشوف إنسان عنده شلل نصفي ما عندوش ممر إلو اللي دول العالم المتخلفة سبقتنا إلها.علي نون: بعض الدول وتحديداً في الخليج العربي تمكنت من تأمين بنى تحتية وخدماتية معقولة ومقبولة لرعاية هؤلاء فيما تبقى دول أخرى قاصرة عن ذلك لأسباب كثيرة مشروع هشام سليمان محاولة متواضعة لسد جانب من ذلك العجز وهي محاولة تبدو ناجحة. تقول الثقافة الشعبية في بلادنا أن معظم الذين يوصفون عادةً بأنهم من أصحاب الحاجات الخاصة يتميزون بشكل أو بآخر بمواهب كبيرة تعوّض جانباً من النقص الطبيعي في شخصياتهم. هشام سلمان ترجم فعلياً ذلك الكلام وهو دعوة مفتوحة للناس للتعاطي مع أمثاله كبشر أسوياء

0 التعليقات on "إبداع من وراء الصمم"

إرسال تعليق